الخميس، 21 يوليو 2011

طمــــــــوح





 

تواصل  شهرزاد  كل يومٍ   رحلة البحث عن شهريار ، ذاك الطفل الذي  أرضعته  الشمس  أثدائها ، وعندما حَبَى قليلاً  عن طوق الكلمات ، تركته  لقيطاً يمضي حافي القلب في أحضان المدينة اليابسة الظلال  .
ظلت شهرزاد  تجوب  شوارع المدينة البائسة ، تتأمل ظلال البيوت القاتمة ، تشاكس بعصاها التجاويف الفارغة ، تحاول قدر بصرها أن لا تقع في الحفر التي تملأ الطرقات .
 تحاصرها الأشباح المنبثقة عبر سكون الليل الحالك ، تلمسها بعصاها فتتحول إلى قطعٍ من السكر يذيبها الجائعون في أقداحهم ، يعانقون تفاهاتهم  وينامون بسلام .
فجأة سطع برقٌ في سماء المدينة ، وزمجر رعد تردد في حناياه صوت شهريار ، رمت الشوارع تجاعيدها المقيتة ، وتحوّلت عصا شهرزاد إلى غيوم ، ضربت  أمطارها خد الأرض المصعّر بعنف ، هكذا لم يكن أمام شهرزاد  سوى أن ترتدي طموح فراشة ، وتعانق البرق الصاعق .



هناك تعليقان (2):

  1. د. سلمان الفريج22 يوليو 2011 في 10:25 ص

    القاصة المبدعة غالية الدرعان
    سبق أن أمتعني قلمك الجميل عبر موقع القصة العربية حد الثمالة ، وهنا وصل بي حدود النشوى.
    نصوص باذخة ، وقلم ساحر ، ونفس عميق ...تملكين قلماً نادراً ، إستمري سيدتي في إمتاعنا
    ولك جزيل الشكر
    دزسلملن الفريج _ عمان

    ردحذف
  2. منكم نتعلم دكتور سلمان
    أشكر مرورك أستاذي ، وأشكر كلماتك الأنيقة التي غمرتني بها ، وأشكر متابعتك ، وكن بالقرب

    ردحذف