السبت، 23 يوليو 2011

المَنْبُــــــــوذَة



اجتمع أهلُ الشرقِ في سوقِ عكاظ ، قام جميل ، وطوق جيد بثينة بعقدٍ من ياسمين ، قام ابن زيدون وغسل ثوب ولادة ثم نسج فيه دوحةً غنّاء جمع لها أزاهير الدنيا ، أما عنترة فقد لازم تقبيل السيوف .
جاء دور شهريار ، اعتلى المنصة مرتبكاً ، فتش في الذاكرة عن وردة أضاعها يوماً بحمقه ، بكى فأبكاهم ، صفقوا له حتى سال الدم بين أكفهم ، نحتوا وجهه في الجبل ، وراحوا يرطبون شفاههم باسمه.
وجود شهريار في المكان شجع شهرزاد فاعتلت المنصة دون دعوة ، غضب شهريار ، وترجم غضبه في بعض البصاق، أما رواد عكاظ ، فقد شدت شهرزاد أبصارهم  ، ظلوا صغاراً ، لم يتجاوزوا عتبة الأنثى.
أصرت أن يكبروا رغم غضب شهريار ، أعادت نكث الصرة ، أخرجت وعائها المثقل بالهزائم ، ودلقت أمامهم ذاكرة مرة ، صارت في حلوقهم بطعم الشهد .
وقفوا مشدوهين ، صفقوا بحرارة ، هتفوا من قلوبهم :
-         كم أنت رائعة !
في اليوم التالي استيقظوا  بوجوه عابسة ، حوقلوا واستغفروا ، لملموا كلماتها علقوها في لوحة على بوابة المدينة .
وقفوا يقرءون العنوان الذي رشقوه فوقها  بابتسامات عريضة يملؤها الرضا :- (هذه أناشيد العُهر) .

هناك تعليقان (2):

  1. جميلة
    رغم الضعف الذي شاب القفلة
    أتمنى لك التوفيق

    ردحذف
  2. شكراً على المرور وعلى الملاحظة

    ردحذف