الاثنين، 19 سبتمبر 2011

جــــــارتــــي


جــــــارتي

على بعد نقطتين من حرفي  ،تسكنُ امرأةٌ محتشدة بالطلاسم .
تقضي جُلَّ وقتها في الثرثرة ، حيناً بصوتٍ خافت يشبه الأنين ، وأحياناً بصوتٍ راعد يشبه العواء .
تسترق السمع إلى قرقعة أحشائي  ، تتآمر مع الريح ، وتغزو برائحة طبيخها الشهي غرفتي ، فأصاب بالزكام.
البارحة رأيت لها رؤيا ، اعتراني ناحيتها شيء من الخوف ، قادتني خطاي المشفقة نحوها ، أخبرتها عن الرؤيا ، ففتشتْ في دفاتر يوسف ، قالتْ :
-        ستصلبين ويأكلُ الطير من رأسك .
غمرني شعور بالسعادة ، عُدتْ إلى داري أتعثر في حلم وردي ، أشرعتُ نوافذي وأبوابي ، ناديتها ، فأطلّتْ ، قلت لها :
-        هيت لكِ .
ومنذ تلك اللحظة ظلتْ تعيث في متاعي ، تعصر منديلها  في أوردتي ، تنشر غسيلها المعتقِ على بابي ، وتسكب على عتبة داري خلاصة موتٍ بطيء .

هناك تعليقان (2):

  1. موغله في الرمز الشهي ، تلتحف برداء التاريخ ..وتسند رأسها على جدار الأساطير..فيها من عبق القصص الديني لمحه وفي سحنتها تقاطيع من تمرد يبهر كل دراويش الأعتزال
    أظن أن الضاله بمشيئة الحروف هي نفسها من تطارد الخيالات ..وهي نفسها من تسقط صريعة التأويل ..لكن ..ليس سقوط التعب..بل هو الركون للسكون ..لأستراق السمع لحياية اخرى من حكايات القرقعه التي في الأحشاء
    حسبي من هذا الفيض الطاغي هذه الوقفه ..أحس بذاتي تشبعت من عبق الازمنه الشارده في سراب الزمن ..وأساطير الروح التائهه ..
    تعيث في متاعي :تطلع على أسراري : تعصر منديلها :تعصر دموعها تشتكي لي همها..تنشر غسيلها المتق على بابي :لا تخفي عني شيئا من امورها..تسكب على عتبة داري موت بطئ :تجلدني بسياط الوضوح حتى الموت !!
    الرمز ..يعبث في مخيلتي ..وتطن ذبذبات البوح القاسي ..في أذن صمتي المتعب ..

    ردحذف
  2. شكراً لهذا التواجد الثري المثري ...وأعتذر عن تأخر الرد

    ردحذف