البَرِيء...
هُنَاكَ!...
عَلَى قَارِعَةِ الْغِيَابِ ، تَغَامَزَتْ النُّجُومُ عَلَى عَبَاءَةِ الليْلِ ، سَكَبَ الْبَدْرُ الْفِضَّةَ فَي الْكُؤوسِ ، غَازَلَ النَّسِيمُ قَصِيدَةً كَانَتْ جَاثِيَة في معبد ابن الملوح ، غادرتْ لتوها تتعثرُ في الخجلِ ، ثُمَّ تدثرتْ بارتعاشةٍ قاتمة الألوان ، ونامتْ في قاعِ الذاكرة.
تقدم شهريار ، يحملُ بين كفّيهِ سلةٍ قطف فاكهتها من مجرةٍ أخرى : وسادةٍ ناطقة ، كلما أسندت شهرزاد عليها رأسها ، كلما روتْ لها سرَّه ، وقادتها إلى القلعة التي يُخبئ فيها كنوزه .
وسادةٍ ، تجذبها بقدرةٍ عجيبة إذا حاولتْ الابتعادُ عنها ،تجذبها ؛ لتُغنِّي لها أغنية حروفها فراشاتٍ يَحمنَ حول شهرزاد في الحلم واليقظة منذ الطفولة .
في السلة أيضاً حارساتٌ خُلقنَ من نورٍ ونار، لا يسأمنَ السهر ، ولا يعكرنَ صفو الوسن ، يتقاطرنَ رقةً ، ويتوالد على أكفهن الربيع .
اقتربتْ من السلة بابتسامةٍ كالشمس ،فاعترضها عطر مئة جارية ، تراجعتْ ، همتْ بخنق طفلها من شهريار في مهده ، غير أن الطفل كان يحملُ أجمل عينين ، ويناغي بأعذب الحكايات
فكرتْ قليلاً ، ثُمَّ انتظرتْ صياح الديك ، حضنتْ الطفل ، تسللت على رؤوس أصابعها، غافلتْ الحراس ، ثم أطلقتْ ساقيها للريح.
عانقها العراء من جديد ، ولثم خديها القيظ ، بينما الحارسات يُبعثرنً في طريقها الياسمين لكي تلتفت.
لكنها لم تفعل.
راحت تركض وتركض ، فإذا اجتاحها الظمأ، بلل الطفل شفتيها بخرافةٍ ملونة ، ثم عاد يلتصق بصدرها لا يحيد عنه لحظة .
كانت كلما ابتعدتْ ، كلما كبر الطفل بين ذراعيها ، والتصق بها أكثر ، حتى وجدت ذات ليل ، مدفونة تحت كومةٍ من الحكايات .
السلام عليكم
ردحذفماشاء الله استاذة غالبة !هذه المرة الاولى التى تصافح فيها عيانيا مع مدونتك المذهلة !
موفقة باذن الله
المذهل هو تواجدك هنا رانيا ...شكراً للإطراء...وأعتذر عن تأخر الرد
ردحذفدمت بهذا الرونق السردي البديع
ردحذفصيديقتي نورا...زادني مرورك رونقاً ...دمتي بهذا الود
حذفوهنا على قارعة الدهشة الغاصه بكل الهذاءات اسطر اسمى ايات الأعجاب بما قرأت .. دام نبض قلمك الزاخر بكل روعة
ردحذفأشكرك جداً أخي الغير معرف..تحياتي لمرورك الأنيق
حذف