الثلاثاء، 19 يوليو 2011

الطاغية




ركضت الشمس عبر السماء ، سقطت لاهثةً خلف الأفق ، اقتحم الليل المساحات ، أسرج قنديل الحكايا .
امتدت أيادي السجى تنبش مقابر الحٌلم الموءود .
أعلن الفجر التمرد ، وغادر تاركاً الديك يسبح في دمه .
تزاحمت شخوص ألف ليلة وليلة عند الباب ، راحت تُحدق في وجه شهرزاد بشغف ، تنتظر أن تلتقط عصاها وتبدأ في توزيع الأدوار ، أطلقت العنان للحلم ، وسافرت في الإثارة والفرح .
بدا أن شهرزاد لم تنتبه لوجودهم .
قرعوا الباب ، سعل بعضهم ، ضحك آخر ضحكة بلا معنى ، صارعوا طويلاً سحابةً من قلق كانت تخنق أنفاسهم ، طال انتظارهم حتى اشتعل الشيب في رؤوسهم وانذرهم بتقاعدٍ مُبكر.
 حزموا أمرهم ، اجتازوا عتبة التردد ، اقتربوا من شهرزاد .
 نظرت إليهم بعيون شاردة ، انتهزوا الفرصة وقفزوا إلى الداخل ، فتشوا عنهم هناك ، لم يتركوا مكاناً إلا وفتشوه .
فجأةً ظهر لهم قلب آبق يتصبب شوقاً ، عربد في وجوههم وراح يطاردهم بسيفه الأعمى.
انتابهم الفزع ، تراجعوا ، حزموا الخيبة وغادروا .
عند الباب لعنوا شهريار الذي غافلهم واحتل المدواة ، بعد أن  سرق دفاتر الليالي ، أزاحهم عن الأسطر ،أضرم النار في الريشة، ثم تربع متبختراً على عرش الكلمات .

هناك تعليقان (2):

  1. عائشة المسماري20 يوليو 2011 في 10:45 ص

    يستحق الشنق هذا القلب الآبق ، لقد وقف في طريق الحكايات

    ردحذف
  2. غالية الذرعاني20 يوليو 2011 في 1:19 م

    ربما عائشة ...غيرك يراه يستحق التكريم
    شكراً لمرورك هنا

    ردحذف